أنواع وأسباب آلام الصدر

إجتمع بعض الاصدقاء والاقارب على مائدة الغداء . وكان بينهم طبيب متخصص في أمراض القلب ،وما ان انتهوا من طعامهم حتى بادر بعضهم الطبيب بسؤال عن آلام يشكو منها كل منهم في الصدر وأعلى البطن، ونورد هنا أربعة امثلة لهذه الحالات : الأول : وصف الحالة : شاب في الثامنة عشر من العمر، في الأيام الأخيرة لامتحان التوجيهي يشكو من ألم في الجهة اليسرى من الصدر، كأنها وخز الابرة أو طعنة السيف او السكين، وهي محدودة المكان ويمكن ان يشير إليها بأصبع واحد، وتكون متركزة مباشرة تحت حلمة الثدي الأيسر، وتزداد مع التنفس بعمق، وتحدث صباح كل يوم عندما يستيقظ ليذهب للأمتحان .
السبب / التشخيص : هذا النوع من الآلام ناتج عن تقلص عضلات ما بين الضلوع، وهو لا علاقة له بالقلب لا من قريب ولا من بعيد . وسببه التوتر، ويزول بزوال الاسباب، وعلاجه المسكنات البسيطة وقد تنفع فيه بعض تمارين الإسترخاء والرياضة
الثاني
وصف الحالة : رجل في الأربعين من عمره، يشعر بألم في وسط الصدر عند النوم، ويصاحبه شعور بحموضة في المعدة وشعور بالحرقة في عظمة القص (وسط الصدر) يمتد اللى الحلق مع طعم حامض في الفم، وغالبا ما تحدث حين يتناول عشاء دسما قبل النوم، ولا تحدث خلال النهار أو عند المشي .
السبب / التشخيص الارتداد المريئي: أي رجوع الحامض من المعدة إلى المريء حيث يسبب شعورا بالحرقة في الصدر، وسببه هو إرتخاء في الصمام الذي يفصل المريء والمعدة والذي يمنع رجوع الحامض الى الأعلى . ويمكن علاجه بالأدوية التي تخفض افراز الحامض من المعدة . ويجب تجنب تناول الاطعمة خاصة الدسمة قبل النوم لانها تزيد من احتمال حدوث هذا الارتداد، ويساعد كثيرا ان يخفف الانسان من وزنه لان زيادة الوزن تزيد من احتمال حدوث هذا المرض، وليس للقلب علاقة بهذه الاعراض.
الثالث
وصف الحالة : رجل في الستين من عمره، يشكو من ضيق في الصدر يصفه بأنه ثقل في وسط الصدر يمتد اللى االذراع اليسرى والى الرقبة، ويحصل فقط عندما يمشي مسافة طويلة ولا يمكن تحديد موقعه باصبع واحد بل هو شعور عام بثقل وضيق وحرارة في الصدر، ويزول بعد بضع دقائق من الراحة .
السبب / التشخيص : هذا الوصف ينطبق على الآلآم الناتجة من نقص تروية عضلة القلب، أي عدم وصول الدم الكاقي للقلب بسبب تصلب الشرايين التاجية وغالبا ما يطلق على هذا النوع من الآلام مصطلح (الذبحة الصدرية) ولكنني اعارض استعمال هذا المصطلح لانه يثير الرعب في نفس المريض ويعتقد انه مذبوح لا محالة بينما في كثير من الحالات يتم التشخيص والعلاج وزوال الاعراض تماما دون ان يذبح أحد ، ويستدعي وجود هذه الاعراض عمل فحوص للقلب بما في ذلك القسطرة (تصوير شرايين القلب) أو التصوير الطبقي لشرايين القلب، والعلاج يعتمد على طبيعة تصلب الشرايين وقد تكون بالدواء او جراحة القلب ولكن معظم الحالات يمكن علاجها عن طريق القسطرة التداخلية أي توسيع الشريان بالبالون وزراعة شبكة (دعامة) معدنية لابقاء مجرى الدم مفتوحا واعادة ايصال الدم اللى عضلة القلب .
الرابع
وصف الحالة : عجوز في الثمانين من العمر، اصيب بالتهاب رئوي قبل أسبوع، وما زال السعال يعاوده، وكلما اصيب بنوبة سعال يشعر بآلام في كل عظام الصدر وتزداد بلمس المنطقة المتأثرة بذلك .
السبب / التشخيص هذا الوصف ينطبق على آلام العضلات والاربطة التي تتهيج من شدة السعال، ولا علاقة لها بالقلب . وعلاجها هو المسكنات القوية وبعض المراهم المسكنة وكذلك الادوية التي تخفف السعال لكي نزيل السبب المؤدي الى هذه آلآلام.
ملاحظة هامة جدا : آلام الصدر شائعة واسبابها كثيرة وبعض الحالات يمكن تشخيص السبب بمجرد الاستماع الى وصف دقيق لطبيعة الاعراض، ولكن الكثير منها يحتاج الى تقييم متخصص وفحوصات مخبرية وشعاعية وتخطيط للقلب وتصوير للعضلة والصمامات أو إجراء فحص الجهد (المشي مع مراقبة تخطيط القلب) او عمل القسطرة التشخيصية .

وما تقدم من وصف للحالات واسبابها وعلاجها هو عرض مبسط لاغراض التثقيف العام ولايجب ان يقوم اى فرد من القراء بتشخيص ما قد يكون يعاني منه من آلام بناء على هذا المقال بل ان الطبيب المختص هو المسؤول اولا واخيرا عن ايجاد التشخيص الدقيق ووصف العلاج المناسب استشاري امراض القلب والشرايين التداخلية