A.D.M.I.N ـآدـآره ـالمنتدي
المشاركات : 3045 نقاط عضويتك : 6552 الوظيفة : طالب الجنس : وطنى : مزاجي : الاوسمه :
| موضوع: الدكتور محمد حسين كامل- الفيلسوف العالم الأربعاء يوليو 14, 2010 1:00 pm | |
| الدكتور محمد حسين كامل- الفيلسوف العالم هو عالم على أدق وأكمل ما يراد بهذا الوصف ... يؤمن بالعقل إيمانا كاملا ... يريد العقل العلمى الذى يحلل ويعلل، لا ذلك العقل الإقطاعى كما يسميه أحيانا، أو عقل القرون الوسطى الذى يسلم ويستسلم فلا ينقد ولا يناقش ولا يخترع ولا يبتكر ... وهو فى ربطه العلم بالعقل يدرك فى وضوح مدى الصلة بين الطب والفلسفة، فهو فى نفسه فيلسوف بقدر ما هو عالم.هو الطبيب الأديب والعالم الفذ الذى جمع بين دقة العلماء وصفاء الأدباء.حصل على دبلوم الطب ولم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره، ثم أمضى سنوات الامتياز فى قصر العينى، وفى عام 1925 سافر فى بعثة دراسية إلى إنجلترا وأمضى هناك خمس سنوات حصل خلالها على عدة ألقاب علمية منها زمالة الجراحين الملكية، وماجستير جراحة العظام فكان بذلك أول مصرى يجمع بين زمالة كلية الجراحين بانجلترا وماجستير جراحة العظام فى ليفربول، ولم تحل الدراسة العلمية ولا بعده عن الوطن آنذاك بينه وبين متابعة أبحاثه الأدبية والاجتماعية التى ظل يراسل بها الصحف المصرية طوال مدة غيابه عن وطنه. ولما عاد إلى مصر فى عام 1930 تولى مهام التدريس فى كلية الطب جامعة القاهرة وأنشأ قسما لجراحة العظام، تدرج بعدها كامل حسين فى مناصب هيئة التدريس فأصبح أستاذا مساعدا للدراسات العليا للجراحة عام 1936، ثم أستاذا لجراحة العظام عام 1940.ولما تولى طه حسين وزارة المعارف رأى أن محمد كامل حسين هو الشخص الذى يقدر على تحمل تبعات إنشاء جامعة جديدة فعينه مديرا لجامعة إبراهيم (عين شمس حاليا) وذلك عند إنشائها عام 1950. ورغم حداثة هذه الجامعة وضخامة مشاكلها فإن كامل حسين كان له الفضل الأكبر فى إيجاد كيان متميز لها، ورغم العوائق الشديدة التى واجهته أثناء تكوين هذه الجامعة فقد كان يرى أن القانون يعطى للجامعة استقلالها، فإذا عبث أحد بهذا الاستقلال فهذا ليس ذنب القانون، كما كان يرى ضرورة توفير حماية النشر والتعبير لأساتذة الجامعة، وضرورة عرض موضوعات أبحاثهم ودراساتهم على المجتمع للاستفادة منها.وكان كامل حسين شديد الولع بالدراسة والاطلاع فى كافة المجالات العلمية والأدبية، وقد أوضح طه حسين ذلك بقوله أن الدكتور محمد كامل حسين "كان من أشد الناس حبا للقراءة وأعظمهم بها كلفا وأكثرهم عليها إقبالا .... وهو لا يقرأ بقلبه وحده ولا يقرأ بعقله وحده وإنما يقرأ بهما معا". ونتيجة لأنشطة الدكتور كامل حسين المتعددة عين عضوا فى عدد كبير من الهيئات العلمية منها المعهد العلمى المصرى Institut de Egypte شعبة علم الأحياء، ومجمع الجراحة بباريس، والجمعية البريطانية لجراحة العظام.وعندما انتخب عضوا بمجمع اللغة العربية عام 1952 برز نشاطه من خلال مشاركته فى المجلس والمؤتمر واللجان، وخاصة لجنة المصطلحات الطبية التى ساهم بجهد كبير فى نشاطها، وكذلك مساهمته فى أعمال لجنة المعجم اللغوى الوسيط، ولجنة الأدب.وكانت قراءاته الشخصية وإحساسه المرهف سببا فى تكوينه أديبا ممتازا، ومن مؤلفاته التى تعدت شهرتها حدود الوطن كتابه "قرية ظالمة" والذى نال عنه جائزة الدولة فى الأدب عام 1957 ويدور هذا الكتاب حول حال بنى إسرائيل والرومان والحواريين ليلة الجمعة التى رفع فيها السيد المسيح إلى السماء. ومن مؤلفاته أيضا كتاب "الوادى المقدس"، وكتاب "وحدة المعرفة" وغيرها من المؤلفات.وقد منح كامل حسين جائزة الدولة التقديرية عام 1966 فى العلوم فكان أول من منح جوائز الدولة فى كل من الآداب والعلوم. وظل الدكتور كامل حسين عضوا بمجلس جامعة عين شمس حتى وفاته يشارك بآرائه السديدة فى صنع أجيال الجامعيين، كما اختير عضوا بمجلس جامعة الأزهر، وكان لفترة طويلة فى حياته عضوا بالمجلس الأعلى للجامعات.كامل حسين العالمكامل حسين عالم حقا وبأدق معنى لهذه الصفة فهو يؤمن بالتجربة إيمانا لا يقل عن إيمانه بالعقل، يؤمن بالتجربة لأنها سبيل كسب المعلومات والكشف عن الحقيقة، ويلاحظ بحق أن ميزة الطب الحديث هى أنه طب التجربة والمشاهدة فى حين أن الطب القديم، أو بعبارة أدق طب اليونان، اعتمد على الوصفات الشائعة والقضايا المسلمة. وكان يرى أن الاتصال المباشر بالطبيعة عن طريق الملاحظة والتجربة يربطنا بها ويمكننا من أن نستنتج ونستنبط ونكشف عن قوانينها. كامل حسين مولع بالمنهج والدراسة المنهجية، ويؤثر منهجين واضحين فى دراساته وهما المقارنة والتحليل، فيقارن الظواهر بعضها ببعض، ويقارن الفكرة بالأخرى .. يقارن ليكشف عن مواطن الضعف والقوة، ويتبين جوانب الكمال، وهو لم يطبق التحليل على العلم وحده بل طبقه على الأدب أيضا وقدم فى ذلك أمثلة رائعة. | |
|