يمكن اعتبار نهائي مونديال جنوب أفريقيا 2010 حدثًا تاريخيًا بالنسبة للمتابعين لأحوال كرة القدم العالمية خاصة أنها البطولة الأولي التي أقيمت في القارة السمراء بجانب أن المنتخب الإسباني الفائز باللقب توج بأول ألقابه علي المستوي العالمي مع تأهله للمباراة النهائية للمرة الأولي في تاريخه علي عكس المنتخب الهولندي الذي أصبح المونديال بمثابة عقدة بعد فشله في الفوز باللقب للمرة الثالثة في تاريخه خلال ثلاث مباريات نهائية خاضها الفريق الهولندي في كأس العالم وظهر التماسك بشكل كبير علي أداء الفريق الإسباني خاصة مع وجود 6 لاعبين في التشكيلة الأساسية لنادي برشلونة الإسباني، وهو الأمر الذي ساهم في تزايد الانسجام داخل الفريق.
وبالنسبة لسير المباراة فهناك أكثر من عامل رئيسي، وقد لعب الدور الأكبر في تتويج الإسبان باللقب للمرة الأولي ثبات المستوي الفني والبدني للاعبي الفريق حتي نهاية المباراة بعد أن امتدت لوقت إضافي عقب انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي مع تراجع الناحية البدنية للاعبي هولندا وهو ما ظهر بشكل واضح خلال الشوطين الأول والثاني واللذين شهد تفوقًا كبيرًا للإسبان بعد أن أضاع لاعبوه أكثر من فرصة خطيرة كانت كفيلة بإنهاء المباراة في وقت مبكر.
كما لعبت تغييرات ديل بوسكي دورًا كبيرًا في المباراة خاصة نزول نافاس بدلاً من بيدو، فشكل نافاس ضغطًا كبيرًا علي جيوفاني فان بروكهست الظهير الأيسر للفريق الهولندي وأكبر لاعبي الفريقين فظهر عليه الإجهاد واضطر المدرب فان مارفيك لتغييره في الوقت الإضافي كما لعب سيسك فابريجاس دورًا كبيرًا في عودة السيطرة مرة أخري للمنتخب الإسباني، وهي الفترة التي كان فيها الفريق الطرف الأفضل بعد أن أضاع اللاعبون أكثر من فرصة خطيرة بفضل تحركات فابريجاس وإنيستا وتشافي الذين اهتموا بالجانب الهجومي فأربكوا حسابات الفريق الهولندي .
ولم يمهل الوقت المهاجم فيرناندو توريس الذي أصيب بعد دقائق من نزوله بدلاً من ديفيد فيا.
ولا أحد يستطيع أن ينسي الدور الكبير الذي لعبه الحارس إيكار كاسياس في حفاظ المنتخب الإسباني علي تفوقه طوال المباراة خاصة بعد تصديه لانفرادين من أرين روبن في الشوط الثاني ببراعة كبيرة ولولا تألق كاسياس لتغيرت الأمور كلها لصالح الفريق البرتقالي .
كما تألق أندريس إنيستا لاعب وسط الفريق الذي كان أبرز لاعبي إسبانيا في المباراة ليس لأنه صاحب هدف الفوز بكأس العالم ولكن تحركاته ومهاراته لعبت دورًا كبيرًا في التفوق علي الدفاع الهولندي وتسببه في طرد المدافع هنتيجا في الوقت الإضافي والذي سهل كثيرًا من مهمة الماتادور الإسباني.
وعلي الجانب الآخر، ظهر المنتخب الهولندي بصورة جيدة بفضل الأداء التكتيكي من جانب مدربه بيرت فان مارفيك الذي أبطل خطورة المنتخب الإسباني علي مدار شوطي المباراة ولولا تراجع معدل اللياقة في الوقت الإضافي لنجح الفريق في حسم الأمور لصالحه خاصة أن الحارس الهولندي ستنكلبرج لم يتعرض لأي اختبار حقيقي إلا في الوقت الإضافي .
كما وقف الحظ حائلا دون تحقيق الفوز بعد الفرصتين الخطيرتين اللتين أضاعهما أرين روبن والذي كان من الممكن أن يكون نقطة التحول في المباراة.
ولم يحسن فان مارفيك التغييرات بعد إبقائه علي روبن فان بيرسي مهاجم الفريق طوال المباراة ولم يفكر في اللعب برأس حربة ثان أو استبداله كما تأخر في الدفع برفائيل فان ديرفارت أبرز البدلاء، خاصة بعد ظهور حالة التوتر علي أداء أرين روبن بعد إضاعته فرصتين، خاصة أنه كان من المفاتيح المؤثرة للفريق الهولندي طوال المباراة
بجانب خطئه بسحب ديريك كويت في نهاية الشوط الثاني ونزول اللاعب الشاب إيليا الذي لم يشكل أي خطورة كبيرة واعتمد بشكل كبير علي الأداء الفردي.
وكان أبرز عيوب المنتخب الهولندي ظهور حالة العصبية التي سيطرت علي اللاعبين بشكل واضح خاصة أرين روبن وفان بوميل ودي يونج وفان درفايل وكان يمكن أن تشهد المباراة طرد أكثر من لاعب بخلاف هنتيجا