الموصــــــــــل
تقع شمال العراق على بعد 396 كيلومتر شمال العاصمة بغداد. وهي مدينة تاريخية قديمة قامت على أنقاض مدينة نينوى الأشورية. وهي أكبر مدن الشمال العراقي، وثالث أكبر مدن العراق. ويقطن الموصل سكان من أصول عربية، أما خارجها فيسكن الأكراد.وقد سميت الموصل بالحدباء وكما نسبه ياقوت الحموي الى احتداب في دجلتها واعوجاج في جريانه .
الا ان الرحالة الشهير ابن بطوطة يعزوه الى قلعتها الحدباء . ويقول صاحب منهل الاولياء عن سبب تسميتها بالحدباء . لانحداب أرضها لان البيوت والمحال فيها لم تقع على مستوى من أرضها بل بعضها نشز وقلاع ، وبعضها في واد منخفض .
ويعود تاريخها إلى عام 1080 قبل الميلاد عندما اتخذ الآشوريون مدينة نينوى عاصمة لهم وحصنوها فأقاموا حولها القلاع، ومنها القلعة التي كانت في الجهة الغربية من دجلة تقابل مدينة نينوى، وتقع هذه القلعة فوق "تل قليعات" الذي يشرف على السهول الغربية المقابلة لمدينة نينوى، كما يشرف على السهول التي بين نينوى والموصل.
كانت هذه القلعة -الحصن- النواة لمدينة الموصل، فإن مناعة الموقع، وخصب السهول المجاورة لها، وقربها من دجلة، ووجود حامية في الحصن، ووقوعها على طريق رئيسية تصل بين طرفي الهلال الخصيب كل هذا شوق الناس على أن يسكنوا حول هذا الحصن المذكور، وأخذت البيوت تزداد على مر السنين.
وفي سنة 612 قبل الميلاد سقطت مدينة نينوى فدمرها الأعداء وقتلوا أهلها، ولم ينج من سكانها إلا القليل، ولا شك أن التخريب والقتل أصاب الحصن الغربي ومن حوله.
وبعد أن هدأت الأحوال واستتب الأمن في البلاد، تراجع بعض السكان الذين سلموا من سيوف الأعداء إلى نينوى، وأسسوا لهم حصنا على"تل توبة" في نينوى، كما أن قسما منهم رجعوا إلى الحصن الغربي فرمموه وسكنوا فيه. فصار قرب دجلة حصنان أحدهما" الحصن الشرقي" وهو الذي فوق "تل التوبة" يقابله في الجهة الغربية من دجلة " الحصن الغربي" الذي فوق "تل قليعات".
وفي القرن الرابع قبل الميلاد ازدادت العمارة حول الحصن الغربي وصار قرية لها شأن يذكر وقد كان يطلق عليها مسبلا وقد أصبح لها شأن بعد سقوط نينوى لموقعها المهم الذي يصل بين عدة أقطار، وهذا الموقع نفسه سبب للمدينة ويلات ومصائب عديدة، فقد كانت ساحة للحروب التي استعرت نيرانها بين المتنازعين على الحكم، فكانت الجيوش تكتسحه فتدمر ما به.
وفي عهد كسرى الأول أنوشروان 521 / 579 م كانت الحرب سجالا بين الروم والفرس فأغار الروم وخربوا الموصل، وفي عهد كسرى أبرويز بن هرمز 579 / 590 م اهتم بتعزيز موقع الموصل. فبنى فيها عدة دور وحصنه ا، وأتى ببعض الفرس وأسكنهم فيها فتوسعت المدينة وكانت من معاقل الفرس القوية التي تصد زحف الروم عنها.
وقد لاقت الموصل اهتماما كبيرا من أردشير وسميت باسمه "نيو أردشير " أي أردشير الجديدة وأما الكتبة الآراميون فكانوا يسمونها "حصن عبورايا" أي الحصن الغربي، أما العرب فقد كانوا يسمونها "خولان" كما كانوا يطلقون عليها الحصنين.
وقد تم الفتح الإسلامي للموصل في عام 16هـ / 637 م والقبائل التي اشتركت في الفتح هي (تغلب وأياد والنمر) بقيادة ربعى بن الأفكل العنزي. وقد كانت هذه القبائل منتشرة بين تكريت والموصل ، وقد سكن قسم من هذه القبائل الموصل بعد الفتح، والقسم الكبير منها استمر في الزحف على البلاد المجاورة وخاصة أذربيجان وأرمينيا.
وفي عام 17هـ / 638 م عين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عتبة بن فرقد السلمي واليا على الموصل وهو الذي بنى المسجد الجامع، وإلى جانبه دار الإمارة، وكان بها أحد الأجناد الستة التي جندها الفاروق وجعلها تابعة للكوفة.
وفي خلافة عثمان بن عفان كثرت هجرة القبائل العربية إليها خاصة بعد أن توطدت الأمور واستقرت الفتوحات، وأخذ العرب يقطنون البلاد المفتوحة ويتخذونها مقاما لهم. وأول من نزلها من القبائل هي الأزد وطى وكندة وعبد قيس. ونزل منها أربعة آلاف، وأمر عليهم الخليفة عثمان بن عفان "عرفجة بن هرثمة البارقي" وسعى البارقي في توسيع الموصل وتعميرها فاختط منازل العرب فيها، ووسع الجامع الذي كان قد بناه عتبة بن فرقد السلمي.
وفي عهد الخليفة علي ابن أبي طالب رضي الله عنه زادت الهجرة إلى الموصل، فهاجرت القبائل العربية من الكوفة و البصرة ، وهكذا توسعت الموصل واتخذها العرب دار إقامة لهم.
وانقضى عهد الراشدين، والموصل في توسع دائم حتى صارت من أمهات أمصار الجزيرة وبلغ خراجها في خلافة معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه أربعة ملايين درهم. واهتم الأمويون بالموصل كثيرا نظرا لأهميتها الحربية والتجارية فكانوا يولون عليها أقدر الولاة وأحزمهم، وكثيرا ما كانوا يولون عليها من ثبت عندهم حبه للإصلاح والعمران.
وقد سكن الموصل من الخلفاء الأمويين هشام بن عبد الملك، وذلك قبل أن يولى الخلافة، فبنى له قصرا في ربطها الأسفل، وزرع النخيل والأثمار حوله، وبقي القصر إلى سقوط الدولة العباسية، فأقطعه أبو جعفر المنصور السحاج بن وائل الأزدي الذي ساعدهم على الأمويين.
وقد توالى على الموصل عدد من الولاة زادوا في خطتها، فقد أحاط سعيد بن عبد الملك الموصل بسور ورصف طرقها بالحجارة، وبنى بها مسجدا عرف بـ"مسجد عبيدة" نسبة إلى مؤذنه، كما بنى فيها سوق سعيد. ثم ولى عبد الملك أخاه محمد بن مروان الموصل، فجدد سور الموصل، وربما أكمل السور الذي بناه ابن أخيه سعيد، أو أنه وسعه في الأماكن التي توسعت إليها المدينة.
وفي عام 106-113هـ / 724 -731م تولى الموصل الحر بن يوسف الأموي الذي وجد نهر دجلة بعيدا عن المدينة، وأن السكان يلاقون عناء ومشقة في نقل الماء، فشق نهرا من قرب دير مار ميخائيل، وسيره محاذيا للتلال التي تطل على حاوي الكنيسة، وأجراه تحت المدينة في مجرى دجلة الحالي، بدأ بهذا العمل عام 108هـ / 726 م واستمر به العمل إلى عام 115هـ / 733 م فأتم فتحه الوليد ابن تليد العبسي وأراح الناس وعرف بـ"نهر الحر"، ورصفوا شارعا محاذيا لمجراه، وغرسوا على جانبيه الأشجار، فكان أهل المدينة يتنزهون به في الأمسيات، وبنى الحر قصره المعروف بالمنقوشة.
وكان من القصور المشهورة، بناه عام 106هـ / 724 م، وهو قصر منقوش بالساج والرخام الأبيض المصقول والفصوص الملونة والفسافس. وكان من أجمل القصور في زمانه، وبقي القصر إلى القرن السابع الهجري.
ثم تولاها مروان بن محمد مرتين (إحداهما 102- 104هـ / 720 - 722م والثانية 126- 127هـ / 743 - 744م. وكان أول من عظم الموصل وألحقها بالأمصار العظام، وجعل لها ديوانا يرأسه، ونصب عليها جسرا، ونصب طرقاتها وبنى عليها سورا، وهدم المسجد الجامع ووسعه وبنى له منارة، وأحاطه بأسواق، فكانت أسواق الموصل الرئيسية حوله. وعلى هذا فقد صارت الموصل قاعدة بلاد الجزيرة بعد أن كانت مدينة تابعة للكوفة.
وفي العصر العباسي الأول نكبت الموصل على أثر ثورة أهلها على محمد بن صول سنة 133هـ / 750 م وفتك بها العباسيون فتكا ذريعا، حتى أن أسواقها بقيت معطلة عدة سنين، وكان هذا على يد يحيى بن محمد أخي السفاح.
وفي عام 133هـ / 750 م ولى المنصور عليها عمه إسماعيل بن علي بن عبد الله بن العباس، ولما دخل البلد وجدها بحالة يرثى لها، فجمع الناس وخطبهم ووعدهم بحسن السيرة فيهم بأن يرد عليهم المظالم، ويعطيهم ديات من قتلهم يحيى، وكتب إلى المنصور يعلمه بسوء حال البلد وخراب ه. فكتب إليه المنصور أن أرفق بالناس وتألفهم. فأخذت المدينة تستعيد مركزها الاقتصادي حتى بلغت جبايتها في خلافة هارون الرشيد (24.000.000) درهم و(20.000) رطل عسل. مع العلم بأن المهدي كان قد خزل منها كورة دراباذ وكورة الصامغان. ومع أن المعتصم خزل منها أيضا كورة تكريت وكورة الطيرهان فإنه بلغ ما كان يجبى منها ومن أعمالها في خلافته ( 6.300.000 ) دينار كان هذا في الربع الأول من القرن الثالث الهجري.
وفي أواخر القرن الثالث للهجرة / التاسع الميلادي ملكها بنو حمدان فاهتموا بالزراعة كثيرا، فغرسوا فيها الأشجار، وكثرت الكروم وغرست الفواكه، وغرست النخيل والخضر، وكانوا يعنون بزراعة القطن والأرز والحبوب. وبلغ خراج الحنطة والشعير فيها خمسة ملايين درهم.
وخلف العقيليون الحمدانيين في حكم الموصل سنة 368- 486هـ / 979 - 1093م وخلال مدة حكمهم تنازعوا فيها على الحكم وسبب هذا تأخر المدينة عما كانت عليه. ثم انتزع السلاجقة منهم البلاد، وزادت الاضطرابات والحروب بين أمرائهم على الحكم ولاقت المدينة ويلات كثيرة ومصائب، فتأخرت فيها التجارة وقلت المزروعات وهجر قسم كبير من سكان الموصل مدينتهم، وهكذا تقلصت عما كانت عليه، حتى استولى الخراب على أكثر أحيائها.
وفي رمضان من عام 521هـ / 1127 م تسلم عماد الدين زنكي الموصل وبدأ بذلك العهد الأتابكي لحكم الموصل- ولما تسلم عماد الدين الموصل أقام بها يقرر أمرها ويصلح قواعدها وكانت الموصل هي المركز بالنسبة إليه فانطلق منها ليوسع دولته خاصة بعد أن وجد البلاد مقسمة بين الأمراء وكل واحد منهم قد استأثر بولايته لا يهمهم من أمر البلاد سوى جمع ما يقدر على جمعه من أي طريق كان، كما استفحل خطر الصليبيين واحتلوا أكثر البلاد السورية ووصلوا إلى أسوار حلب فحشد عماد الدين جيوشه وبدأ بأمراء الأطراف ثم سار إلى حلب فاستبشر به أهلها خاصة لما كانوا يقاسونه من النزاع بين الأمراء فضلا عما يصيبهم من مضايقة الصليبيين لهم حتى كانوا يقاسمونهم في بعض محاصيلهم، ثم توجه إلى حماة فاستولى عليها عام 524هـ / 1130 م، ثم التفت إلى ما جاوره من حصون النصارى فهاجمهم ودخل معهم في معارك كبيرة كان فيها مؤيدا من الله بالنصر العظيم عليهم فهابه النصارى، وأصبح أعظم قائد في الهلال الخصيب، وصار ملكه يمتد من شهرزور شرقا، إلى قرب سواحل سورية غ ربا ومن آمد وديار بكر وجبال الأكراد الهكارية والحميدية شمالا إلى الحديثة جنوبا.
وفي عهد العثمانيين كانت الموصل إحدى الولايات التابعة للخلافة العثمانية وقد تمكنت في حكمها المحلي والإقليمي الأسرة الجليلية 1136- 1249هـ / 1724 - 1834م التي تنتمي إلى مؤسسها عبد الجليل.
وكان من أبرز أبناء الأسرة الجليلية الوزير محمد أمين باشا الذي منح لقب "الغازي" نظرا لاشتراكه في الحرب العثمانية - الروسية عام 1184هـ / 1770 م كسردار للجيوش العثمانية، وقد أسر من قبل الروس، وفك أسره بعد حوالي خمس سنوات، فقابل السلطان عبد الحميد الأول 1180- 1203هـ / 1774 - 1789م الذي وكل إليه مهمة تعديل نظام بلاد الشرق والعراق وولاه العراق ولكنه توفي سنة 1181هـ / 1775 م، قبيل الشروع بمهمته الكبرى.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وقعت الموصل تحت الاحتلال الفرنسي وظلت كذلك تحت الحكم الفرنسي حتى نالت العراق الاستقلال، وهي الآن مدينة من أهم المدن العراقية التي تحظى بمكانة عالية.
بعض المعالم الاثارية:
- جامع النبي يونس : يقع في الجهة الشمالية الشرقية من نهر دجلة فوق تل النبي يونس حيث ذكر بان الزهاد والنساك كانوا ياوون اليه ،وقد عرف ايضا باسم مسجد التوبة وقد عثر عام 767هـ على قبر النبي يونس لذا سمي بجامع النبي يونس .
- الجامع النوري(الكبير) : يقع وسط مدينة الموصل وقد انشا عام 566-568 ابرز اثر باق في الجامع منارته التي تبلغ ارتفاعها من 52-54م ،نظراً لعظم الميل الحاصل بها قدمت عدة دراسات لاجراء ترميمات عليها .
- الجامع الاموي : يقع في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة الموصل القديمة بني في عهد عمر بن الخطاب عام 16هـ –637م .ولم يبقى من اثاره المهمة سوى صدر المحراب والعقد الذي يعلوه الذي ثبت بالجامع النوري .
- جامع النبي شيت : استظهر قبر النبي شيت عام 1057 هـ ثم تم بناء مرقد للنبي شيت ثم عمر بجانب المرقد جامع للصلاة سمي جامع النبي شيت عام 1206 وفيه غرفة مثمنة للدراسة لاتزال الى يومنا هذا.
- مزار الامام عون الدين (ابن الحسن) : يقع جنوب شرق الموصل .
- تل النبي يونس : يقع داخل مدينة الموصل الأثرية ويضم قصر اسرحدون وقصر سنحاريب ويعتبر من اثمن ما بقى من مدينة نينوى حيث لم تمتد اليه ايد العبث والتخريب ويسمى ايضاً (تل التوبة ).
- تل قوينجق: استكشفه العالم الاثري ب.أ بوتا 1842م-1851م حيث اماط اللثام عن قصر اشور بانيبال ومكتبته العظيمة .
- تل الرماح: يقع غربي الموصل 80كم ، يشتهر بزقورة بجوار معبد منتظم الشكل يرجع الى 1800ق.م .
- سور الموصل : يبلغ محيط السور 12كم ،مستطيل الشكل مبني بالحلان الاسمر فيه ابراج حجرية وله عدد من البوابات منها (العمادي ،الجصاصين الميدان،كندة،السر،العراق،لكش،القصابين،المشرعة،الجس ر،القلعة)وينتهي السور من الاعلى بشرفات وتليها ابراج من اللبن مرتفعة تشكل الخط الدفاعي الثاني .
- قلعة باشطابيا: يرجع تاريخها الى القرن السادس الهجري ولعبت دوراً في حصار الموصل عام 1156هـ ولها بابان احدهما يؤدي الى النهر ويسمى (باب السر) والاخر يؤدي الى الميدان الذي امامها ويسمى (باب القلعة)،وباشطابيا تعني (القلعة الكبير
الأسواق الشعبية :
- سوق الشعارين : ويمتد هذا السوق من جامع النبي جرجيس الى التقائه بشارع نينوى ،وقد بقي هذا الاسم ملازماً للشارع حتى الان .
- سوق الاربعاء:موقعه يبدا من بداية باب الجسر الحديدي الى ان يلتقي بسوق الشعاريين .
- ومن أسواقها الكبيرة داخل المدينة :
"جهار سوك" وهو يقع في وسط المدينة أيضا في المحلة التي لم تزل تسمى باسمه. ولقد ظل هذا السوق إلى عهد قريب. ثم هدمت أكثر دكاكينه، وأضيفت أرضها إلى شارع الفاروق.
وقد كانت أسواق الموصل ملتقى تجارة الشرق والغرب حيث كانت تصلها القوافل التجارية من العراق محملة ببضائع الهند، وتصلها قوافل إيران ومعها بضائع الصين وفارس، وتحط بها قوافل أذربيجان وترسو فيها مئات الفلك المحملة بحاصلات جزيرة ابن عمر وما يجاورها من بلاد الأناضول. ومن الموصل تخرج القوافل العديدة إلى بلاد سورية محملة ببضائع الشرق وحاصلاته، وتسير إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط.
- برج المزاول العمودية العربية :
موجودة في ساحة الاحرار (الطبقجلي)سابقا وتتالف من ثلاث مزاول العمودية الشرقية و العمودية الجنوبية و العمودية الغربية ارتفاعها اكثر من سبعة امتار وتكون هذه المزاول مواجهة للشمس منذ شروق الشمس وحتى غروبها .
- غابة الحدباء النموذجية :
تقع هذه الغابة طرف مدينة الموصل الشمالي مجاور نهر دجلة ،مساحتها كبيرة جدا وفيها مختلف اصناف الاشجار حيث يبلغ عددها (25الف شجرة) وفيها يقيم المخيم الكشفي الدائم لمدينة الموصل.
- تمثال ابي تمام:
يقع في ساحة الحرية بالقرب من نهاية جسر الحرية في الجانب الايمن لمدينة الموصل ،وهو حبيب بن اوس الطائي من المع الشعراء الذين عرفهم الادب العربي ولد في قرية جاسم عام 188هـ – 804م قدم الى مصر وهو شاب ،فأقام بها خمس سنوات ،القى من خلالها الادب والشعر على شعرائها وادبائها ثم عاد الى دمشق وقد قويت ملكته الشعرية ومنها انتقل الى حمص.
متنزه الشلالات:
يقع هذا المتنزه على طريق الموصل –الشيخان الرئيسي يبعد عن مركز المحافظة بنحو(10كم) والموقع في الاصل اقيم في مكان السد الاثري الذي انشاءه الملك الاشوري سنحاريب (705-861ق.م) واثاره باقية حتى الان في موقع الشلالات ،وهو واحد من عدد كبير من السدود التي كانت تشكل مشروعا اروائيا متكاملا .
- تمثال الملا عثمان الموصلي:
ولد في الموصل عام 1271هـ –1854م وهو عثمان بن عبد الله بن فتحي بن عليوي المنسوب الى بيت الطحان الموصلي المولوي كان قاريْ مشهور عالما بفنون الموسيقى ، شاعر حسن الشعر كف بصره وهو صغير ثم انتقل الى بغداد وزار بعدها دمشق ثم رحل الى القسطنطينية ثم مصر وبعد مدة سافر الى الحجاز لاداء فريضة الحج عاد بعدها الى بغداد وبقي في بغداد الى ان توفي .
المكانة العلمية :
تميزت الموصل منذ إنشائها بمكانة علمية عالية فقد انتشرت بها المدارس والمكتبات العامة، كما استوطن بها كثير من العلماء وإليها نسبوا.
أولا المدارس:
لقد كان في الموصل العديد من المدارس التي كان لها دور كبير في ازدهار الحركة العلمية فيها. ومن هذه المدارس المدرسة النظامية التي بناها نظام الملك الوزير المشهور في القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي على غرار التي بنيت في بغداد . وقد درس فيها من العلماء أبو حامد الشهرزوري، وأبو العباس الأنباري المعروف بالشمس الدنبلي.
ومن الآثار الباقية لهذه المدرسة محراب نفيس من المرمر الأزرق المطعم بمرمر أبيض وحول المحراب مكتوب بخط كوفي البسملة وآيات من القرآن الكريم.
وكان هناك المدرسة الأتابكية العتيقة التي بناها سيف الدين غازي بن عماد الدين زنكي بن آقسنقر في منصف القرن السادس الهجري. وقد جعلها وقفا على الفقهاء الشافعية والحنفية نصفين. ووقف عليها الوقوف الكثيرة، وبعد موته دفن بمدرسته هذه. وممن درس فيها أبو البركات عبد الله بن الحسين المعروف بابن الشيرجي الذي درس على ابن شداد العالم المشهور.
وكذلك المدرسة الكمالية التي بناها زين الدين أبو الحسن علي بن بكتكين في القرن السادس الهجري. وبناية المدرسة في الوقت الحاضر تسمى جامع شيخ الشط وهي تتألف من غرفة كبيرة مثمنة الشكل فوقها قبة تستند إلى مقرنصات وهي على ما يظهر كانت مزينة بزخارف جبسية من الداخل وزخارف وكتابات آجرية من الخارج.
ولم يزل بعض هذه الزخارف باقيا إلى اليوم. وقبة المدرسة مبنية من الآجر وهي بحالة يمكن صيانتها والمحافظة عليها. وفي عام 1219هـ / 1804 م رمم القبة وجدد بابها وبنى أروقة أمامها أحمد باشا بن بكر أفندي الموصلي، وأقام منبرا داخل المدرسة واتخذها جامعا كان يعرف بجامع الشهوان لأنه يقع في المحلة التي تسكنها قبيلة الشهوان. وفناء المدرسة واسع، كما أن عددا من الدور التي تحيط بالمدرسة مبنية على أرض فناء المدرسة نفسها فهي عرصات وقفية .
وهناك مدرسة الجامع النوري التي بناها نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي. وهي عبارة عن مدرسة وجامع في نفس الوقت إذ رأى نور الدين إنه من المفيد أن يجمع بين الدين والعلم في نفس المبنى. وفي الجامع النوري خزانة كتب كانت في المدرسة وهي الكتب التي أوقفها السيد محمد بن الملا جرجيس القادري النوري الذي سعى في ترميم الجامع واتخذ له فيه تكية عام 1281هـ / 1864 م.
وكذلك بعض الكتب الأخرى أوقفتها عائشة خاتون بنت أحمد باشا الجليلي. ولم يكن التدريس مستمرا في المدرسة فقد تعطل بها بعد العهد الأتابكي، ثم درس بها في فترات متباينة. ولم يبق لها أثر في الوقت الحاضر.
ثانيا المكتبات:
انتشرت بالموصل عدد من المكتبات العامة كان من أشهرها المكتبة التي أنشأها أبو القاسم جعفر بن محمد بن حمدان الموصلي السحام في نهاية القرن الثالث الهجري وبداية القرن الرابع الهجري، وتعتبر هذه المكتبة هي أول مكتبة عامة توقف لهذا الغرض وحده. وكانت تحتوي على كتب في جميع فروع المعرفة البشرية، كما كانت وقفا على كل طالب علم لا يمنع أحد من دخولها، وإذا جاءها غريب يطلب العلم وكان معسرا قدم له المال والورق وكانت المكتبة تفتح كل يوم وكان هناك مكانا لمبيت الغرباء المحتاجين.
ثالثا العلماء:
ينتسب للموصل عدد كبير من العلماء وكان فيها جماعة من المؤرخين من أهل الموصل أو من الذين نزحوا إليها واتخذوها دار إقامة لهم وكتبوا عنها. ومن أشهر من ينتسبون إلى الموصل ابن شداد الموصلي صاحب كتاب تاريخ حلب وهو من علماء عصره المعدودين، كان إماما في الدنيا والدين وكان يشبه القاضي أبا يوسف في عصره، وأيضا المبارك بن الشعار الموصلي صاحب كتاب عقود الجمان ، وأبو الحسن الهروي الرحالة الشهير وله كتاب الإشارات إلى معرفة الزيارات .
كما اشتهر منها من علماء الدين الفخر الموصلي وكان بصيرا بعلل القراءات وله كتاب في مخارج الحروف ، وأبو عبد الله محمد بن الحنبلي الموصلي المعروف بشعلة كان شيخ القراء في الموصل ، متضلعا بالعربية والنظم والنحو وله كتاب كنز المعاني في حرز الأماني .
واشتهر من المحدثين أبو زكريا يحيى بن سالم بن مفلح البغدادي الموصلي الحنبلي. حدث بالموصل وتوفي بها ودفن بمقبرة الجامع العتيق.
والحافظ زين الدين عمر بن س عيد الحنفي الموصلي له كتاب المغني في علم الحديث رتبه على الأبواب وحذف الأسانيد. ومن فقهاء الحنابلة أبو المحاسن المجمعي الموصلي الحنبلي جمع كتابا اشتمل على طبقات الفقهاء من أصحاب الإمام أحمد. كما اشتهر من فقهاء الحنفية أولاد بلدجي.
واشتهر بها من الأطباء أبو الحسن علي ابن أبي الفتح بن يحيى كمال الدين الكباري الموصلي عاش ما يقارب مائة سنة. وكان من أطباء زمانه. والمهذب علي بن أحمد بن مقيل الموصلي وكان أعلم أهل زمانه بالطب له تصنيف حسن.
ومن الأعلام الذين سكنوا الموصل وكتبوا عنها وعن رجالها ابن المستوفي الأربلي، وياقوت الحموي الرومي، و عبد اللطيف البغدادي ، والسمعاني صاحب الأنساب . والعز ابن عبد السلام وله كتاب الفتاوى الموصلية . وابن الصلاح الشرخاني الشهرزوري الملقب تقي الدين، كان أحد فضلاء عصره في التفسير والحديث والفقه وأسماء الرجال وما يتعلق بعلم الحديث واللغة وله مشاركة في فنون كثيرة وهو من فقهاء الشافعية في عصره