الحرب العالمية الثانية ، اسمٌ يطلق غالباً على الحرب الضخمة ( سنة 1939 إلى 1945 ) . كانت الحرب الأضخم و الأكثر تدميراً عبر تاريخ الإنسانية ، حين وجهت غالبية جيوش العالم إلى أوروبا في الحرب الأولى وكانت نواةً للثانية ، الحرب العالمية الثانية تضمنت صراعات ضخمة جداً ، ليس فقط في ساحتها الرئيسية ( أوروبا ) بل في أنحاء العالم الأخرى أيضاً ، توفي أكثر من 17 مليون جندي في هذه الحرب ! ، و تركت العديد من دول العالم ، على هاوية السقوط و الانهيار ، كما هدمت الاقتصاد العالمي إلى أدنى مستوياته ،،
الأحداث المؤدية إلى هذه الحرب كانت " عمليات عسكرية " ، " أسباب دبلوماسية " ، سأناقشها هنا ، مع بعض الإحصاءات ، والنتائج ، ... أهلاً بكم ..
في نهاية الحرب العالمية الأولى ، أنشأت البلدان المنتصرة ما سمي حين ذاك " عُصبةَ الأمم " ، والتي تهدف إلى تجديد السلام العالمي ، وإدارة الجهد العالمي لمنع أي كفاح و صراع دولي صادر من دولة تجاه الأخرى ، وأنشئت اتفاقيات لتنظيم حالات انقطاع السلم بين الدول ، الولايات المتحدة الأمريكية ، كانت وقتها مميزة بالإنعزالية عن العالم ، ولم تشارك في العصبة ،،، وبالفعل ، كان أول اختبارٍ للعصبة فاشلاً ، في سنة 1931 قام اليابانيون بعمليات عسكرية محظورة ، وخطط هجومية على دولة معادية - وطُبقت ! -، وبعدين انتشار تقرير عن هذه العمليات ، اتخذت العصبة نتيجة لهذا ( سنة 1933 ) قراراً بمناداة اليابان إلى الإنسحاب من Manchuria ، وفور هذا أعلنت اليابان إنسحابها من العصبة ! ، وضمت الإقليم اليابان إليها لتصبح ولاية يابانية تحت اسم Manchukuo ، وخوفاً من الصراع بين الأعضاء ، لم تتخذ العصبة أي قرار لمنع اليابان ! .. .
في 1933 أيضاً ، أصبحَ أدولف هتلر ديكتاتور ألمانيا الأعظم ، وقام بإعادة تسليح ألمانيا ، ضارباً بمعاهدة فيرسل عرض الحائط ! ، واتهمها بتقييد تسلح ألمانياً وإضعافها ، وفي سنة 1935 أعاد هتلر فرض الخدمة العسكرية القهرية على الشعب ، وفي نفس السنة قام الديكتاتور الإيطالي " بينتو موسيليني " بتطبيق فكرته القديمة ، و إخراجها إلى الواقع وتلك هي غزو أثيوبيا ! ، ونعتها بالـ"مستعمرة الاقتصادية" المهمة ! ، وقامت العصبة بالتصويت " تصويتاً ثانوياً " ضد حركة أيطاليا تجاه الح بشة ، ولم يعامل هذا التصويت بجدية ، وفشلت محاولة بريطانيا و فرنسا للوصول إلى حل عادل ، وفي سنة 1936 ، أصبحت أثيوبيا مستعمرة إيطالية بشكل تام ! ..
قامت فرنسا بإنشاء حلف مع الإتحاد السوفيتي بحجة الخطر الألماني القادم ، و أعاد هتلر تسليح رينلاند سنة 1936 ، إحتياطاً لما قد يحصل لألمانيا ، بطبيعة الحل ، كانت فرنسا و بريطانيا قادرتان على القضاء على ألمانيا ! ، إلا أن عزمهم على إبقاء السلام ثنى عزمهم عن هذا ، متشجعاً بهذا النجاح ، شدد هتلر حملته على ايجاد مساحة أكبر للألمان ، ومن ثمَ احتل النمسا في مارس 1938 ، وبشدة هدد تشيكوسلوفاكيا . في سبتمبر ، بعدما زاد هتلر جشعه وألقى بنظره إلى التشيك ، وبدت الحرب وشيكة ! ، وقامت فرنسا و بريطانيا بعقد مؤتمرٍ مع هتلر و موسيليني ، وفي مؤتمر ميونخ وافق المؤتمرون على احتلال ألمانيا لإقليم Sudetenland ، وفي مارس 1939 ، بسط هتلر يده على ما تبقى من تشيكوسلوفاكيا ، وعبر عن طريق أحد ممرات ألمانيا السابقة إلى بولندا ، وقاومه البولنديون بشدة ، وأصبح واضحاً لهتلر أن السبيل الوحيد لضرب العالم .. هو القوة ! .. بعد مفاجأة العالم باتفاقية لنبذ العنف مع عدوه الأعظم ، الإتحاد السوفيتي ! ، أرسل قواته عبر الحدود البولندية في 1\سبتمبر\1939 . بريطانيا و فرنسا تعهدت بمساندة بولندا في هذا الحدث العنيف ! ، وأعلنت حرباً على ألمانيا بعد يومين من هذا الحدث ! ..
وقت تدمير الألمان لبولندا ، تحرك الروس إلى الجزء الشرقي من أوروبا ، و قادت حملة الامتصاص في 1940 لـ لاتفيا ، استونيا ، ليثونيا ،كما امتدت أطماعهم إلى فنلندا ، وقهروا الفنلنديين المناضلين في حرب شتاء 1939 - 1979 ، ولكن بعد تصفية بعض نكسات الجيش الروسي المتعددة ! ...
أثناء ذلك ، اتخذت اليابان عدة عمليات عسكريو لإسقاط الصين تماماً ، وعملت لتوسيع إمبراطورية اليابان إلى شمال آسيا ، و مجموعة الجزر الغنية شمال غرب الباسيفيك ( المحيط الهادئ ) . وفي تلك الأوقات ، كان موسيليني يرقب حرب رفيقه الديكتاتوري " هتلر " ويقوم بتجهيزاته للإنضمام لهذه الحرب ، حالماً تسنح الفرصة ! .
الصراعات المرة ، والدمار الفادح ، الذي عاشته القوات البريطانية و الفرنسية في الحرب العالمية الأولى ، أنشئت عند قوادها روح دفاعية بحتة ، وحب لحصار و خطوط الدفاع ، لإسقاط الألمان ، و أرسوا إيمانهم على عصبة الأمم المتحدة ، كلا البلدين أهملا التسليح العسكري ، على الجِهة الأُخرى ، الألمان ، مقاسين الخسارة الفادحة بعد الحرب العالمية الأولى ، اتخذوا القوة منهجاً لكسر جدران العدو وتأكيد القدرات ، و إنشاء طائرات سريعة وقوبة الضرب و قوات كذلك ، و اعتمدوا سياسة الحرب الخاطفة . بسبب خلع أسلحتهم في المرة الأولى ، ارتاحوا من الأسلحة الآيلة للانتهاء ، واستطاعوا دعم قواتهم بأقسى الأسلحة الحديثة . ونتيجة لذلك أفلحت القوات الألمانية بنجاحات أسطورية ! ..
في أقل من شهر ، سقطت بولندا ، بعد إنهاء فصل من السكون ( لُقب بالحرب المخادعة Phony War ) ، والتي استمرت إلى ابريل 1940 . مسقطاً أهمية الحلفاء ! ، و هاجم الألمان بعد ذلك الدينمارك والنرويج محتليهما بسرعة . وفي مايو صدمت الجبهة الغربية بهجوم مفاجئ وبكل قوته ، وفي ستة أسابيع ، انسحبت القوات البريطانية من القارة ، كما استسلمت القوات الفرنسية ! ، سرعة الأحداث ، فاجأت هتلر نفسه ، والذي لك يكن مستعداً لكل هذه النجاحات في احتلال الجزر البريطانية ، جمع البريطانيون قواتهم من جميع الجزر ، فاجتمع طيارون شجعان من الطيران الملكي ، و هزموا هتلر هزيمةً بسيطة ، إلا انها منعته من دخول الجزيرة البريطانية ! ، استدار هتلر بعد ذلك إلى الروس في June سنة 1941 . وبقوة بديعة استطاع اختراق خطوط الروس بالخدعة واسقط رجالهم في هجوم خاطف ومذهل ، حتى وصل إلى أسوار موسكو ! . ولكن . أوقف بالجو العاصف الذي هزم نابليون ، و قوة الدعم الروسية الداعمة للمدينة .
أثناء ذلك ، بدأ موسيليني بتطبيق حلمه بإمبراطورية إيطالية حول البحر الأبيض المتوسط ، وفي نهاية الصيف و خريف 1940 ، بدأ هجوما كاسحاً من ليبيا ضد البريطانيين في مصر ، واحتل اليونان من ألبانيا ( والتي كانت محتلة في سنة 1939 ) . كلا المستعمرتين - بطبيعة الحال - سببتا شؤماً للايطاليين ، وساعد الألمان على انقاذ الموقف ، وبالتالي أصبحت اليونان مستعمرة ألمانية ، وقابلوا مقاومة صلبة من بريطانيا في أفريقيا . وفي ديسمبر 1941 ، قررت اليابان توسيع إمبراطوريتها لمنطقة أوسع في آسيا ، و فعلت هذا ببساطة وسرعة ، ولم تلاقِ أي مقاومة تذكر ! ، وقامت اليابان بتحصين حدودها ومناطقها ضد هجوم معاكس من أمريكا ! ، وقتها استمتعت بسلام مؤقت نتيجة للحالة الراهنة . وبعد ذلك ، تجرأت اليابان على بيرل هار بر ! في القصة المشهورة ، و تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب ، عاكسةً التيار تماماً ، وموازنة كفة الميزان مع الحلفاء ، ضد ألمانيا ! ..
شهد عام 1942 المد المعاكس مع الحلفاء . في يونيو ، دُمرت أغلبية القوة الجوية اليابانية بواسطة الطائرات الأمريكية في معركة ميدوي ، كذلك هتلر ، فبعد خيبته عند موسكو ، تراجع إلى كاوكاسوس ، وتلقى هزائم عدة بعدها حتى وصل إلى ستالينجراد ( حالياً بلجراد ) ، بواسطة الروس في آخر شهور السنة ، وفي تلك الأثناء صَدم البريطانيون غرائمهم الفاشيين والنازيين بهزيمة ساحقة في أفريقيا نثرتهم على الشواطئ ، وبدعم من الأمريكان ، انتهت حركتهم في أفريقيا ! ، وفي مايو سنة 1943 ، انسحبت القوات البريطانية و الأمريكية من أفريقيا تماماً ..
امتلك الحلفاء بعد هذا امكانيات ساحقة و أسلحة أقوى بدعم من القوات الأمريكة ، و هاجمت كل الجبهات ! ، ومن قواعدها في أفريقيا هاجمت قوات الحلفاء صقلية في ( July-August ) سنة 1943 . في سيبتمبر أُجبرت القوات الإيطالية على الانسحاب من الحرب ، وهاجم البريطانيون ( نعني أيضاً من معهم من دول الكومنوولث : كندا ، استراليا ، نيوزيلندا ، جنوب افريقيا ، الهند ) ، الأمريكيون، و الفرنسيون ، بدأوا هجوماً منظماً وقاسياً على شبه الجزيرة الإيطالية ومن ثم دفعها لألمانيا ، واضطر الألمان إلى الاستعجال للدفاع عنها ، في سلسة من الهزائم المتلاحقة ، أولاً من الروس ، وحتى ايطاليا ، ودُفع الألمان إلى الخلف في هزائم قاسية ، حتى نهاية ابريل في سنة 1945 حين أصبحوا قريبين جداً ... من برلين ! ..
أما من الشمال متبعين خطة عظيمة لبناء الطائرات والقوات الجوية والبحرية في الجزر البريطانية ، اكتسب الحلفاء قوة ضاربة ! ، وفي بداية 1944 حطوا على شاطئ نورمادي في فرنسا ، وضغطوا الألمان إلى الجدار الغربي ، وهناك ، شن الألمان هجومهم المعاكس الأخير ، والذي فشل كذلك ! ، ودفع الألمان حتى مناطق الرين و إلى عمق المانيا و ضغطت من الجنوب والشمال ، وفي سنة 1945 ، في السابع من مايو .. استسلم الألمان !
بسبب بعد أوروبا عن اليابانيين لم يكن بمقدر الحلفاء محاربة اليابان حينها ، ولما انتهوا من ألمانيا توجهت قوتهم بشكل كامل إلى اليابان ، قاضين على الجزر المحتلة والمناطق الطرفية وفي خريف 1944 حطت القوة الأمر يكية في الفيليبين ، و استعادوا الجزر مع الربيع ، ثم جزر اوكيناوا ، والتي هي في بداية الأراضي اليابانية ، وبدأت الإعدادات لاحتلال جزر أخراً ، و أثناء ذلك تساقطت مواقع اليابانيين في آسيا ، وفي صيف 1945 ، اتجه سرب مميت ، إلى جزر اليابان ، حاملاً الموت الأسود معه ! ، فأسقط قنبلتين نوويتين على هيروشيما وناجازاكي ، و كان ذلك في الرابع عشر من أغسطس ! .. وانتهت الحرب .. تماماً ! ..
أدولف هتلر :
- تاريخ الولادة : 20 / ابريل / 1889 مـ
- المنصب الرئيسي : زعيم الحزب النازي من 1933 و حتى وفاته ، و يعد رجلاً من أعظم عصاميي التاريخ ، ومصادر الدمار ، مع نابليون و هولاكو ، وأولئك الذين بنوا أمجادهم من الصفر ! ..
- تاريخ الوفاة : 30 / ابريل / 1945 مـ ( مُنتحراً ) .
- بنايتو موسيليني : (1883-1945)
- المنصب : زعيم الحركة الفاشية من 1922 وحتى 1945 ، وقد كان رجلاً تدميرياً قاسياً ، لا يثق بتابع ، و نصب نفسه قائداً ، وجعل القوة كاملةً تحت يده ( يُذكرتني بصدام ! )
القنابل النووية :
قنابل طورت في القرن العشرين ، تعتمد فكرة شطر ذرات عنصر اليورانيوم المشع ، إذ انه يحتوي كمية ضخمة من البروتونات ( يُقدر الـHalf Life له بـ 845 سنة ) .
فرانكلين روزفلت :
- رئيس أمريكا الشهير ، تلقى رسالة من ألبرت اينشتاين باستخدام القنابل النووية ، فصنف قائداً لأكثر مراحل أمريكا دمويةً في التاريخ ، توفي سنة : 1945 مـ ( سنة إلقاء القنابل ! )
وينستون تشرتشل : (1874-1965)
- رئيس بريطانيا الشهير ، بريطاني من أبيه ، و امريكي الأم ، متحدر من عائلة غنية ، واعتبرته بريطانيا اعظم رئيس في تاريخها لإنقاذه بريطانيا ، و تثبيتها ضد النازيين ..
صُور أرشيفية :
صورة للهجوم الياباني على بيرل هاربر ( التقطتها عدسة من إحدى السفن الأمريكية )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
جنود أمريكيون ، يناضلون ضد دبابات نازية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
سجناء من الحلفاء ( في الفلبين )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
أحد الجنود الأمريكيين من قوات المارينز يصوب على العدو أثناء الهجوم على أوكيناوا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
دُخان انفجار القنبلة الثانية على ناجازاكي ! ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
سجناء أمريكيون في اليابان مبتهجون بتحريرهم ! ..
الحرب العالمية الثانية هي نزاع دولي بدء في 7 يوليو1937 في آسيا و 1 سبتمبر1939 في أوربا وأستمرت الحرب حتى عام 1945 بأستسلام اليابان، تعد الحرب العالمية الثانية من الحروب الشموليةً وأكثرها كُلفة في تاريخ البشريةً لأتساع بقعة الحرب وتعدد مسارح المعركة، فكانت دول كثيرة طرفاً من أطراف النزاع. فقد حصدت الحرب العالمية الثانية زهاء 50 مليون نفس بشرية بين عسكريومدني.
تكبّد المدنيون خسائر في الأرواح إبّان الحرب العالمية الثانية أكثر من أي حرب عرفها التاريخ، ويعزى السبب لتقليعة القصف الجوي على المدنوالقرى التي ابتدعها الجيش الألماني على مدن وقرى الحلفاء مما استدعى الحلفاء بالرّد بالمثل، فسقط من المدنيين من سقط من كلا الطرفين. أضف الى ذلك المذابح التي ارتكبها الجيش الياباني بحق الشّعبين الصيني والكوري الى قائمة الضحايا المدنيين ليرتفع عدد الضحايا الأبرياء والجنود الى 51مليون قتيل، أي ما يعادل 2% من تعداد سكان العالم في تلك الفترة!
تمهيد
هتلز النازي وموسوليني الفاشي
حاول الحزب النازي الدمج بين شعار المانيا التقليدي وشعار الحزب النازي ليبين ان الأثنان وجهان لعملة واحدة
الإمتعاض من معاملة القوى المنتصرة لألمانيا و سوء و تردي الأوضاع الإقتصادية بسبب التكاليف الباهضة و الديون التي تكبّلتها ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى و ابرام معاهدة فيرساي و الكساد الإقتصادي العالمي أهّل أدولف هتلر و حزبه اليميني المتطرّف من الأخذ بزمام الأمور و اعتلاء كرسي الحكم في ألمانيا. ثم قام هتلر بتحدّي المعاهدات المبرمة بين ألمانيا والحلفاء بعد الحرب العالمية الأولى بالعمل على تطوير الجيش الألماني و حشد القوات و العتاد على الحدود الفرنسية الألمانية و الإتحاد مع النمسا و ضم أجزاء من تشيكوسلوفاكيا بمباركة أنجلو-فرنسية.
في العام 1922، وصل "بينيتو موسوليني" و حزبه الفاشي الى دفّة الحكم في ايطاليا، و يتّفق كل من الحزب الفاشي بقيادة موسوليني و الحزب النازي بقيادة هتلر ببعض الأهداف الأيديولوجية، فشكّل الإثنان اتفاقية جمعت بلديهما وسمّيت الإتفاقية بالمحور في العام 1936. أما في ما يتعلّق بالجانب الشرقي من العالم، فقامت الإمبراطورية اليابانية بغزو الصين في سبتمبر 1936. وبالرغم من معارضة الحكومة اليابانية للغزو، الا ان الجيش الإمبراطوري الياباني لم يعبأ بمعارضة حكومة بلاده و مضى قُدُماً في غزوه للصين.
في العام 1939، قام هتلر بالمطالبة ببعض من أراضي بولندا و قام بالتوقيع على اتفاقية "عدم اعتداء" بين المانيا و الإتحاد السوفييتي كردة فعل على إتفاقية الدّفاع المشترك بين كلّ من بريطانيا-فرنسا و بولندا. و في الأول من سبتمبر 1939، قامت القوات النازية بغزو بولندا، و في الثالث من سبتمبر من نفس العام، أعلنت كلّ من بريطانيا و فرنسا الحرب على ألمانيا. وفي غضون اسبوعين من الغزو النازي لبولندا، قام الجيش الأحمر بغزو بولندا هو الآخر. و قبل ان يتسنّى للجيش البريطاني و الفرنسي من تشكيل هجوم على بولندا لدحر الغزو النازي لبولندا، كانت القوات النازية قد انتهت من السيطرة على بولندا و انهاء مناوشات الجيش البولندي و النازي في غضون 3 أسابيع.
المسرح الأوروبي
تسمّى الفترة التي عقبت الغزو النازي لبولندا (اكتوبر 1939) وحتى الغزو النازي لبلجيكا، وهولندا، و لوكسيمبورج، وانتهاءً بغزو فرنسا (مايو 1940)، بالحرب المزيفة لعدم مشاركة القوى العظمى في مسرح العمليات واقتصار المعارك في المسرح الأوروبي على القوات النازية وصغار الدول بالرّغم من إعلان الحرب على ألمانيا النازية من قِبل بريطانيا وفرنسا.
تحرّكت القوات النازية والروسية من بولندا واتّجه الجيش الأحمر ليركز بشكل أكثر على دول البلطيق وفنلندا حيث دارت الحرب الشتوية التي شدّت انتباه العالم لإنعدام الأعمال العسكرية في بولندا، بينما اتّجة الجيش النازي جهة الدنمارك والنرويج وعزّزت القوات الفرنسية مواقعها عل الحدود الفرنسية الألمانية، وباستثناء بعض المناوشات العسكرية بين القوات الفرنسية والألمانية، لم يكن هناك شيء يذكر لان كل من فرنسا والمانيا كانتا منهمكتين في حشد الجنود والعتاد في تلك الفترة. في مايو 1940، استعملت القوات النازية تكتيكاً عسكرياً جديداً سمّي بـ "الحرب الخاطفة" (1) مما مكن القوات النازية من السيطرة على فرنسا وهزيمة الجيش الفرنسي والبريطاني. وتقهقر الجيش البريطاني الى مدينة "دنكيرك" الساحلية وترك أسلحته الثقيلة في الساحة الفرنسية فقامت حكومة "تشرشل" باستخدام السفن العسكرية بل وحتّى التجارية في إجلاء الجنود البريطانيين من الساحل الغربي لفرنسا. ولم يبق خيار للحكومة الفرنسية غير خيار الإستسلام للجيش النازي مما مكّن الجيش النازي من إحكام السيطرة على الشمال الفرنسي وتنصيب حكومة فرنسية موالية لألمانيا النازية في الشطر الجنوبي من فرنسا.
لم يتمكن سلاح الجو الألماني من هزيمة غريمه البريطاني فكان من الضروري قهر سلاح الجو البريطاني ليتسنّى للألمان غزو الإنجليز، فاتّبع الألمان سياسة مكثّفة بالقصف بالقنابل على بريطانيا، أملاً في إخضاع الإنجليز، وباءت محاولات الألمان بالفشل.
بالرغم من إتفاقية عدم الإعتداء بين ألمانيا والإتحاد السوفييتي، الا ان ألمانيا قامت بغزو للإتحاد السوفييتي في يونيو 1941. فقد أخذ الألمان الروس على حين غرّة، وكسبت ألمانيا أراض روسية شاسعة وأسرت مئات الآلاف من الجنود الروس. وبعدما أفاق جوزيف ستالين مما ألمّ به، أخذ الروس في إعادة ترتيب أوراقهم خصوصا أن الروس استطاعوا من الإحتفاظ بعتادهم العسكري الثقيل بعد رجوعهم الى الوراء نتيجة الغزو الألماني. إستمات الروس وقدّموا الغالي والنفيس في الذود عن العاصمة موسكو واستمر العناد الألماني حتى فصل الشتاء. ولم يكن في بال هتلر استمرار المقاومة الروسية حتى فصل الشتاء، إذ لم يتم تجهيز الجيش الألماني وتزويده بخطوط الإمداد لهذه الفترة. فمرّ فصل الشتاء على الجيش الألماني بقسوة نتيجة التخطيط السيء لغزو موسكو. وبحلول فصل الربيع، إحتار الألمان بين المضي قدما في إحتلال موسكو أم الإكتفاء بالسيطرة على حقول النفط القوقازية.
إختار الألمان السيطرة على حفول النفط القوقازية على إحتلال العاصمة موسكو. وفي العام 1942، سحقت القوات السوفييتية قوات المحور الأمامية في الجنوب السوفييتي وقامت بتطويق الجيش الألماني السادس في معركة "ستالينجراد"، واستسلم 300,000 جندي ألماني في نهاية الحصار. كارثة ستالينجراد كانت نقطة التّحول في مسرح العمليات الحربية الأوروبية وبداية العدّ التنازلي لهيمنة "الرايخ الثالث" على اوروبا. فبعد كارثة ستالينجراد، تكبّد المحور كارثة تونس التي هُزم بها المحور وتم أسر ربع مليون جندي ألماني وإيطالي من جنود المحور. إستعمل الحلفاء شمال أفريقيا كنقطة إنطلاق لقهر مارد المحور من الجنوب بعد إحكام القوات الروسية على الجبهة الشرقية.
سقطت إيطاليا بعد تحرّك الجيش البريطاني اليها من شمال أفريقيا وبعد مقاومة شرسة من الجيش الألماني للأراضي الإيطالية في سبتمبر 1943.
أحكم الحلفاء قبضتهم على المارق الألماني ودول المحور ولم يتبقّ الا عُقر دار الرايخ الثالث في برلين، فقامت جحافل الجيش الأمريكي بالإنزال الشهير على شواطيء "نورماندي" في يونيو 1944 ونتج عن هذا الإنزال تحرير جُل فرنسا وبلجيكا، وهولندا، ولكسمبورغ في أواخر عام 1944. في هذه الأثناء، وصل الجيش الأحمر مشارف مدينة برلين من جهة الشرق، معقل الرايخ الثالث، واُسدل الستار على ألمانيا النازية بانتحار هتلر، ثم استسلام ألمانيا إستسلاماً غير مشروط في 7 مايو 1945.
المسرح الأسيوي
قامت القوات اليابانية بغزو الصين قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية مما حدى بالولايات المتحدة وحلفاؤها بفرض مقاطعة اقتصادية على اليابان، وعلى أثره، قررت اليابان ضرب ميناء "بيرل هاربر" في 7 ديسمبر 1941، بلا سابق انذار وبدون اعلان للحرب على الولايات المتحدة. تسبب الهجوم على ميناء بيرل هاربر بأضرار جسيمة للأسطول الأمريكي، الا ان حاملات الطائرات الأمريكية لم تُصب بأذى لكون الحاملات في عرض المحيط الهادي لأداء مهمّات لها. كما قامت القوات اليابانية بغزو جنوب أسيا تزامناً مع قصف بيرل هاربر وبالتحديد، ماليزيا، واندونيسيا، والفلبين بمحاولة من اليابان للسيطرة على حقول النفط الاندونيسية. ووصف رئيس الوزراء البريطاني "ونستون تشيرشل" حادثة سقوط سنغافورة بأيدي القوات اليابانية على انه "من أكثر الهزائم مهانة على الإطلاق".
با الحرب العالمية الثانية على دحر وهزيمة المانيا النازية، الا ان جدول أعمال الولايات المتحدة وبعض من دول التحالف ومن ضمنها استراليا، دأبوا على استرجاع الأراضي التي استولت عليها اليابان في منتصف العام 1942. ثم قامت الولايات المتحدة بقيادة الجنرال "دوجلاس مكارثر" بالهجوم ومحاولة استرجاع "غينيا الجديدة"، وجزر سليمان، وبريطانيا الجديدة، وايرلندا الجديدة، والفلبين. وتنامت الضغوط على اليابان بهجوم الولايات المتحدة على السفن التجارية اليابانية وحرمان اليابان من المواد الأولية اللازمة للمجهود الحربي، واشتدّت حدة الضغوط باحتلال الولايات المتحدة للجزر المتاخمة لليابان.
إستيلاء الحلفاء على جزيرتي "إيو جيما" و "أوكيناوا" اليابانية جعل اليابان في مرمى طائرات وسفن التحالف دون أدنى مشقّة. وإعلان الإتحاد السوفييتي الحرب على اليابان في بداية 1945 ومن ثمّة مهاجمة "منشوريا"
بعد الحرب
فقد حوالي 70 مليون شخص حياته في الحرب العالمية الثانية، حوالي 20 مليون جندي و50 مليون مدني (التقديرات حول الرقم الصحيح تختلف). وذلك يتضمن ما يقدر بـ 11 مليونا ذهبوا ضحايا للمحرقة، جزء كبير من هؤلاء (يقدرون ب6 ملايين) من اليهود، والباقي بولونيين ورومان ومثليين وشيوعيين ومعارضين وأفارقة ألمان ومعاقين وأسرى سوفييت وغيرهم.
خسر الحلفاء في الحرب العالمية الثانية حوالي 12.3 مليون عسكري، منهم 8 ملايين سوفييتي وخسرت قوات المحور 7.2 مليون عسكري منهم 5 ملايين ألماني. كانت خسائر السوفييت هي الأكبر في الأرواح، فخسرت ما مجموعه 28 مليون ضحية، منهم 20 مليون مدني و8 ملايين عسكري. وتشير التقديرات أن الخسائر البشرية للحرب العالمية الثانية كانت موزعة بنسبة 84% للحلفاء و 16% لقوات المحور.
دريزدن أنقاضا، في 14 فبراير 1945
[تحرير]
عالم من الخراب
في نهاية الحرب، كان هناك ملايين اللأجئين المشردين، إنهار الإقتصاد الأوروبي ودمر 70% من البنية التحتية الصناعية فيها.
طلب المنتصرون في الشرق أن تدفع لهم تعويضات من قبل الأمم التي هزمت، وفي معاهدة السلام في باريس عام 1947، دفعت الدول التي عادت الإتحاد السوفييتي وهي هنجاريا، فنلنداورومانيا 300 مليون دولار أمريكي (بسعر الدولار لعام 1938) للإتحاد السوفييتي. وطلب من إيطاليا ان تدفع 360 مليون دولار تقاسمتها وبشكل رئيس اليونانويوغوسلافياوالإتحاد السوفييتي.
على عكس ما حدث في الحرب العالمية الأولى، فإن المنتصرون في المعسكر الغربي لم يطالبوا بتعويضات من الأمم المهزومة. ولكن على العكس، فإن خطة تم إنشاءها على يد سكرتير الدولة جورج مارشال، سميت "برنامج التعافي الأوروبي" والمشهور بخطة مارشال، وطلب من الكونجرس الأمريكي أن يؤظف بليون دولار لإعادة إعمار أوروبا. وكذلك كجزء من الجهود لإعادة بناء الرأسمالية العالمية ولإطلاق عملية البناء لفترة ما بعد الحرب، وطبق نظام بريتون وودز الإقتصادي بعد الحرب.
أدت الحرب أيضا لزيادة قوة الحركات الإنفصالية بين القوى الأوروبية، والمستعمرات في أفريقيا، آسياوأمريكا، وحصل معظمها على الإستقلال خلال العشرين عاما التي تلت.
مقال رئيس:الأمم المتحدة
الأمم المتحدة
بما أن عصبة الأمم فشلت وبشكل واضح في منع الحرب، فإن نظام عالمي جديد تم بناءه. وتم إنشاء منظمة الأمم المتحدة في العام 1945. وبالإضافة إلى ذلك ولمنع تكرار مثل هذه الحرب الشاملة مرة اخرى ولإنشاء سلام طويل الأمد في أوروبا، أنشئت جمعية الفحم والحديد الأوروبية عام 1951 خلال معاهدة باريس عام 1951، التي قادت إلى إنشاء الإتحاد الأوروبي لاحقا.
[تحرير]
بدء الحرب الباردة
المقال الرئيس:الحرب الباردة
يرى العديدون بأن نهاية الحرب العالمية الثانية كان نهاية بريطانيا كقوة عظمى في العالم، وبداية لتحول الولايات الأمريكية المتحدةوالإتحاد السوفييتي لأكبر قوتين في العالم. كانت الإختلافات تتنامى بين هاتين القوتين قبل نهاية الحرب، وبإنهيار ألمانيا النازية تدنت العلاقات بينهما إلى الحضيض.
في المناطق التي إحتلتها قوات الحلفاء الغربية، تم إنشاء حكومات ديمقراطية؛ وفي المناطق المحتلة من قبل القوات السوفييتية، من ضمنها أراضي حلفاء سابقون كبولندا، إنشئت حكومات شيوعية وصفت بأنها شكلية، واعتبر البعض وخاصة في تلك الدول الشرقية بأنه ذلك خيانة من قبل قوات الحلفاء لهم. وكان الكثيرون في الغرب قد إنتقدوا ذلك معتبرين بأن معاملة روزفلتوتشرتشللستالين وكأنه حليف ديمقراطي ولاموهم لتعاملهم مع ستالين في يالطا بذات الشكل من المهادنة الذي عومل به هتلر قبل الحرب، وبالتالي عدم تعلمهم من الخطأ السابق وتسليمهم شرق أوروبا للشيوعيين.(تشرتشل ذاته قال بعد بدء الحرب الباردة ما معناه "قتلنا الخنزير الخطأ.")
قُسّمت ألمانيا إلى أربعة مناطق محتلة، جُمعت الأمريكية والبريطانية والفرنسية لتشكل ما عرف بألمانيا الغربية، وعرفت المنطقة السوفييتية بألمانيا الشرقية. تم فصل النمسا عن ألمانيا وقسمت هي الأخرى لأربعة مناطق محتلة، والتي عادت لتتحد لاحقا مكونة الدولة النمساوية الحالية. وكوريا أيضا تم تقسيمها على خط عرض 38 شمال.
كانت التقسيمات غير رسمية؛ ولكنها كانت توضح مناطق التأثير، وساءت العلاقات بين المنتصرين بشكل مستمر لتصبح خطوط التقسيم أمرا واقعا وتمثل الحدود الدولية. وبدأت الحرب الباردة، وبسرعة أصبح العالم منقسما إلى حلفين، حلف الناتووحلف وارسو.
الحرب الخاطفة (بالالمانية Blitzkrieg): إستراتيجية حربية جديدة ابتدعها الألمان بحشد القوات الأرضية معزّزة بالدبابات والمعدات الثقيلة وبغطاء جوي من القاذفات يقوم على تمهيد الطريق أمام القوات البرية الغازية على خلاف حرب الخنادق التقليدية المتّبعة في الحرب العالمية الأولى والتي يطول أمدها الى ماشاء الله
كانت تعرف هذه الحرب باسم الحرب العظيمة the Great War، أو حرب الأمم War of the Nations، أو حرب إنهاء كل الحروب War to End All Wars. دامت الحرب من 1914 وحتى 1918، وقد اشترك فيها عدد هائل من الجنود حاربوا في العديد من المعارك في أراض مختلفة ومتباعدة. استخدمت الأسلحة الكيميائية للمرة الأولى، وكانت المرة الأولى أيضا التي يتم فيها استخدام الغواصات (التي كانت اختراعا ألمانيا)، والطائرات التي كان يحمل طياروها مدافع رشاشة لإسقاط طائرات العدو (لكن في كثير من الأحيان كانت الرصاصات ترتد إليهم بفعل مراوح طائراتهم!).
أدت الحرب إلى تغيير شكل العالم ووضعت نهاية للعديد من الإمبراطوريات والنظم الحاكمة. كانت هذه الحرب أيضا هي الحافز الأساسي للثورة الروسية عام 1917، والتي ألهمت العديد من الثورات في كثير من بلدان العالم مثل الصين وكوبا، كما كانت هزيمة ألمانيا في الحرب هي الدافع وراء صعود الحركة النازية التي كانت السبب في اشتعال فتيل حرب أعنف هي الحرب العالمية الثانية.
مات في الحرب 9 ملايين شخص في ميادين القتال، وعدد أكبر من هذا في المجاعات والأوبئة التي صاحبتها، بالإضافة إلى واحد وعشرين مليون جريح، وخسائر مالية تقدر بحوالي 337 مليار دولار أمريكي.
في 28 يونيو 1914، اغتيل الأرشيدوق "فرانسيس فرديناند" ولي عهد النمسا/ المجر في سراييفو، وكان للقاتل "جافريلو برنسيب" ارتباط مع تنظيم إرهابي في الصرب يسمى "اليد السوداء"، فاعتقدت النمسا/ المجر أن حكومة الصرب وراء هذا الاغتيال، وانتهزت الفرصة لتعلن الحرب على الصرب لتأخذ بثأر قديم.
كان اغتيال "فرانسيس فرديناند" بمثابة الشرارة التي أشعلت فتيل الحرب العالمية الأولى، لكن الحرب كانت لها أسباب أعمق، فهي قد نتجت أساسًا من نمو الاعتزاز الوطني بين الشعوب الأوروبية والزيادة الكبيرة في القوات المسلحة نتيجة لنظام التجنيد الإجباري، والسباق من أجل المستعمرات، وتكوين تحالفات عسكرية أوروبية. وعندما بدأت الحرب ساندت كل من فرنسا وبريطانيا وروسيا ـوهي التي عرفت بدول التحالف- الصرب، ضد قوى الوسط المكونة من النمسا/ المجر وألمانيا، ثم انضمت دول أخرى لكلا الفريقين.
فتوات العالم:
أحرزت ألمانيا انتصارات سريعة على الجبهات الأوروبية الرئيسية، وفي الجبهة الغربية أوقفت فرنسا وبريطانيا التقدم الألماني في سبتمبر 1914، وحاربت الجيوش المعادية في خنادق امتدت عبر بلجيكا وشمال شرق فرنسا، وفي الجبهة الشرقية تقاتلت روسيا مع ألمانيا والنمسا/ المجر.
بقيت الولايات المتحدة على الحياد أول الأمر، لكن قيام الغواصات الألمانية بإغراق السفن غير الحربية ومقتل مدنيين أمريكيين على متنها أدى إلى انضمام الولايات المتحدة إلى الحلفاء عام 1917، وقامت بإمداد الحلفاء بقوى بشرية هائلة كانوا في أمس الحاجة إليها لكسب الحرب.
يمكن اعتبار حركة المد القومي في أوروبا السبب الرئيسي في اشتعال الحرب. تقول القومية إن الولاء للأمة ولأهدافها السياسية والاقتصادية يسبق أي ولاء آخر مهما كان. زاد هذا النزوع المبالغ فيه من الوطنية من احتمالات الحرب، لأن أهداف أمة ما لابد وأن تتعارض مع أهداف أمة أخرى أو مجموعة أخرى من الأمم، بالإضافة إلى ذلك فإن الاعتزاز القومي كان من شأنه أن يجعل الأمم تضخم الخلافات البسيطة وتحولها إلى قضايا كبرى.
حصلت اليونان والجبل الأسود والصرب ورومانيا وبلغاريا وألبانيا على الاستقلال في الفترة من 1821 إلى 1913، لذلك فقد نشبت التوترات عندما احتكت كل دولة مع جيرانها بشأن الحدود، وانتهزت كل من النمسا/ المجر وروسيا ضعف الدولة العثمانية لتزيدا من نفوذهما في البلقان. وجاء التنافس من أجل السيطرة على البلقان ليزيد من التوترات التي أدت إلى تفجر الحرب العالمية الأولى، كما أدى التقدم التقني في أساليب التصنيع إلى زيادة القوة التدميرية للقوات الحربية.
حلف الأحلاف:
كان لدى ألمانيا أحسن جيش مدرب في العالم، اعتمدت فيه على تجنيد كل القادرين من الشباب لتزيد من حجم جيشها وقت السلم. وقد كانت ألمانيا قد دخلت في حلف مع كل من إيطاليا، والنمسا/ المجر من أجل الدفاع المشترك عن أية دولة تتعرض لعدوان من هذا الحلف. فيما بعد قامت كل من بريطانيا وفرنسا وروسيا بالاشتراك معا في حلف عرف بالوفاق الودي.
أعطى اغتيال أرشيدوق النمسا/ المجر عذرًا لسحق صربيا عدوتها القديمة. وحصلت النمسا على وعد من ألمانيا بمساعدتها في أي عمل تتخذه ضد صربيا، وأعلنت الحرب على صربيا في 28 يوليو.
وفي خطوة لدعم حليفتها صربيا، قامت روسيا بإعلان التعبئة العامة وقامت بنشر قواتها على طول حدود روسيا مع النمسا/ المجر، لكن القادة العسكريين الروس حثوا القيصر على أن يحشد قواته على طول الحدود مع ألمانيا أيضا. أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا رداً على التعبئة الروسية. وبعد يومين أعلنت ألمانيا الحرب على فرنسا، واكتسح الجيش الألماني بلجيكا في طريقه إلى فرنسا، وكان غزو بلجيكا المحايدة سببا في إعلان بريطانيا الحرب على ألمانيا في 4 أغسطس، ومنذ ذلك الحين وحتى نوفمبر 1918حين انتهت الحرب، لم تبق سوى مناطق قليلة من العالم على الحياد.
الجنرال "اللمبي"؟!
دارت الحرب ما بين انتصارات وهزائم على مدى سنوات أربع. وفي خريف 1918 توالت انتصارات الحلفاء على معظم الجبهات، واستسلمت بلغاريا في 29 سبتمبر، وانتصرت القوات البريطانية تحت قيادة الجنرال إدموند اللنبي (الذي اشتق من اسمه فيما بعد اسم الشخصية الشهيرة التي يؤديها "محمد سعد"!) على الجيش العثماني في فلسطين وسوريا. وفي 30 أكتوبر وقَّعت الإمبراطورية العثمانية هدنة، وبدأت المعركة الأخيرة بين إيطاليا والنمسا/ المجر في آخر أكتوبر في إيطاليا. وهزمت إيطاليا النمسا/ المجر بمساعدة من فرنسا وبريطانيا، ووقعت النمسا/ المجر هدنة في 3 نوفمبر.
كان حصار بريطانيا البحري قد أجاع الشعب الألماني، فاضطر الألمان إلى قبول الهدنة في 11 نوفمبر 1918 بشروط الحلفاء، ووافقت ألمانيا أن تنسحب من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب، وأن تسلم أعدادا كبيرة من جيشها وسفنها وأسلحتها، وأن تسمح لقوى الحلفاء أن تحتل أرض ألمانيا على طول نهر الراين، وهكذا انتهت الحرب العالمية الأولى.
سقوط ملوكي فعلا:
أدت الحرب إلى تغير الخريطة السياسية في العالم، فقد سقطت أربع ملكيات: في البداية ملكية القيصر "نيقولا" الثاني في روسيا عام 1917، ثم تخلى القيصر "ولهلم الثاني" في ألمانيا، والإمبراطور "شارل "من النمسا/ المجر عن عرشيهما في سنة 1918، وسقط السلطان العثماني "محمد السادس "في عام 1922. وأدى سقوط الإمبراطوريات القديمة وتفككها إلى إيجاد دول جديدة هي جمهوريات النمسا والمجر وتشيكوسلوفاكيا.
وتنازلت روسيا وألمانيا عن بعض الأراضي لبولندا وفنلندا، وحصلت أستونيا ولاتفيا ولتوانيا على استقلالها من روسيا، وانتزعت مصر ولبنان والعراق وفلسطين وسوريا وشرق الأردن من الإمبراطورية العثمانية لتوضع تحت حماية بريطانيا وفرنسا. وتكونت تركيا من باقي الإمبراطورية العثمانية.
تم إبرام العديد من المعاهدات لتنظيم عالم ما بعد الحرب، من أهمها معاهدة "فرساي" التي فرضت شروطا شديدة الإجحاف على ألمانيا المهزومة، باعتبار أنها الدولة المتسببة في نشوب الحرب، وبموجبها تنازلت ألمانيا عن أراض في بلجيكا وتشيكوسلوفاكيا والدنمارك وفرنسا وبولندا وخسرت مستعمراتها في إفريقيا، وكان على ألمانيا أن تدفع نفقات جيش للحلفاء يحتل الضفة الغربية من نهر الراين لمدة خمس عشرة سنة، وطلبت بعض البنود من ألمانيا أن تعيد إلى الحلفاء مواد حربية وسفنا وبضائع أخرى. وتسلمت ألمانيا فاتورة تعويضات بنحو 33 مليار دولار أمريكي.
أصابت المعاهدة الشعب الألماني بسخط شديد، وكان حال البلاد أسوأ ما يمكن، وخلال الثلاثينيات ظهرت حركة شديدة التعصب للقومية يقودها "أدولف هتلر"، الذي وعد بتجاهل معاهدة "فرساي" والانتقام لهزيمة ألمانيا. وصل "هتلر" القائد الكاريزمي إلى الحكم في ألمانيا، وبدأ تنفيذ وعوده عام 1939 بغزو بولندا لتبدأ الحرب العالمية الثانية، التي هي الحرب الأسوأ والأعنف في تاريخ الجنس البشري،
• جدول بالدول المتحاربة
الحلفاء دول الوسط الإمبراطورية البريطانية
البرازيل
البرتغال
بلجيكا
بنما
الجبل الأسود
جواتيمالا
روسيا
الصين
كوبــا
كوستاريكا
نيكاراجوا
هاييتي
الولايات المتحدة
اليونان
دول الوسط
رومانيا
سان مارينو
سيام
صربيا
ألمانيا
الدولة العثمانية
بلغاريا
النمسا ـ المجر
ده الموقع الرسمى للحرب
http://www.pbs.org/greatwar