قالت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية إنه بالرغم مما يشاع عن مرض الرئيس مبارك، فإن إسرئيل والولايات المتحدة الأمريكية مازالا يتعاملان مع الرئيس مبارك باعتباره رئيساً أبدياً، مشيرة إلي أن الرئيس المصري مازال يملك الكثير من خيوط عملية السلام في يده، ومازال قادراً علي تسيير المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين أو وقفها، وأكدت الصحيفة في تقرير لها أمس أن الحكومة الإسرائيلية ستدرك أنها ارتكبت جريمة في حق شعبها، لأنها لم تستغل عهد مبارك كما ينبغي.
وأشارت الصحيفة إلي أن مبارك هو الرئيس الوحيد في العالم العربي الذي لا يخشي حزب اللَّه واستطاع - بالتعاون مع السعودية - أن يقاطع الرئيس السوري بشار الأسد، وأن يفرض حظراً علي حركة حماس ويضع جداراً صلباً يمنع انتشار النفوذ الإيراني في المنطقة، مدافعة في الوقت نفسه عن الرئيس مبارك، موكدة أنه لا يمكن القول إنه يعمل لصالح إسرائيل، ولكن تلاقي المصالح المصرية مع المصالح الإسرائيلية أدي لتحقيق نتائج جيدة.
واعتبرت هاآرتس أن سوريا تحاول حالياً أن تسرع خطواتها، تمهيدا لتولي الدور القيادي في المنطقة في المرحلة المقبلة، مدللة علي ذلك باللقاء الذي جري خلال الأسبوع الماضي بين المرشحين لرئاسة الوزراء في إيران مع وزير الخارجية التركي في دمشق، وكذلك اجتماع وزير الخارجية التركي مع خالد مشعل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس..
وأوضحت أن الرئيس مبارك مثل إسرائيل يشعر بالقلق من دعم تركيا لحركة حماس، ويري أن القضية الفلسطينية يجب أن تبقي في إطارها العربي؛ لأنه يري أن دخول تركيا أو إيران قد يكون له آثار ضارة في مبادرة السلام التي طرحت في جامعة الدول العربية في 2002، حيث إنه يعتبر أن هذه المبادرة قد تضع حداً للصراع العربي الإسرائيلي، مضيفة أن مبارك يري أن تدخل هؤلاء لم يعد يشمل دعم سوريا فقط، وإنما انتقل للتدخل في الشئون الداخلية للفلسطينيين، بل الإسرائيليين أيضاً.
واختتمت الصحيفة الإسرئيلية تقريرها، مؤكدة أنه خلال وقت قصير ستضطر إسرائيل إلي مراجعة إنجازاتها في عصر الرئيس مبارك، وما لم تفعله أو تجاهلت أن تفعله، وستدرك وقتها الحكومة الإسرائيلية أنها ارتكبت جريمة في حق شعبها، مؤكدة في الوقت نفسه أن الفرصة لم تضع بعد، وأن إسرائيل بإمكانها فعل الكثير في الفترة المقبلة.