أعـددت للشعـراء سمـاً ناقعـاً ** فسقيـت آخرهـم بكـأس الأول
لَمّا وَضَعتُ عَلى الفَرَزدَقِ مَيسَمي ** وَضَغا البَعيثُ جَدَعتُ أَنفَ الأَخطَلِ
أخزى الذي سمك السماء مجاشعاً ** وبنى بناءك في الحضيض الأسفل
وَلَقَد بَنَيتَ أَخَـسَّ بَيـتٍ يُبتَنـى ** فَهَدَمـتُ بَيتَكُـمُ بِمِثلَـي يَذبُـلِ
إِنّي اِنصَبَبتُ مِنَ السَماءِ عَلَيكُـمُ ** حَتّى اِختَطَفتُكَ يا فَرَزدَقُ مِن عَلِ
إِنّي إِلـى جَبَلَـي تَميـمٍ مَعقِلـي * * وَمَحَلُّ بَيتي في اليَفـاعِ الأَطـوَلِ
أَحلامُنـا تَـزِنُ الجِبـالَ رَزانَـةً ** وَيَفـوقُ جاهِلُنـا فَعـالَ الجُهَّـلِ
كانَ الفَـرَزدَقُ إِذ يَعـوذُ بِخالِـهِ ** مِثلَ الذَليلِ يَعوذُ تَحـتَ القَرمَـلِ
إِنَّ الَّذي سَمَكَ السَماءَ بَنـى لَنـا ** بَيتاً عَلاكَ فَما لَـهُ مِـن مَنقَـلِ